مقدمة
في إطار دعم المؤسسات المحلية السورية، انطلقت ورشة عمل تحت عنوان «التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا» التي استضافتها منظمة أورنج في مكتبها بمدينة حلب، بحضور رؤوساء وممثلي عدد كبير من المنظمات السورية. تستهدف الورشة تسليط الضوء على التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا كآلية مبتكرة لدعم المشاريع الإنسانية المحلية في وقت يمر فيه التمويل التقليدي بمرحلة تراجع.
أهمية التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا
تُعد التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا أداة حاسمة لتعزيز الاستدامة المالية للمؤسسات المحلية، لا سيما في سياق تراجع الدعم الإنساني الممول من الخارج. وتناول د. أحمد النبيه، خبير التمويل الجماعي والتكنولوجيا المالية، في الجلسة أهمية هذا المفهوم في تمكين المؤسسات السورية من تنويع مصادر التمويل وتعزيز الأداء المؤسسي.
تفاصيل الورشة
أدار الجلسة د. أحمد النبيه، وناقش الحضور موضوع التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا من زاويتين رئيسيتين: أولاً – الأساليب المبتكرة لإنشاء وإدارة حملات رقمية عبر منصات التمويل الجماعي العالمية، وثانياً – الحلول التقنية والمالية المستدامة في ظل تراجع الدعم الإنساني. تم تبادل الخبرات بين المؤسسات السورية بشأن كيفية إطلاق مبادرات تجريبية عبر الإنترنت، وكيف يمكن لآليات التمويل الرقمي أن تُمكّن عملهم على الأرض.
التوصيات والمبادرات
خرجت الورشة بتوصيات مهمة تُعزّز التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا، من أبرزها شراكة مجموعة من المؤسسات السورية مع تشاركي – وهي منصة دولية رقمية رائدة في مجال التمويل الجماعي الرقمي – لإطلاق المبادرة الدولية «معاً لنهضة سوريا». تهدف المبادرة إلى التحوّل الرقمي للمؤسسات السورية المحلية ضمن رؤية مشتركة لتوسيع قاعدة التمويل وتطوير الأداء المؤسسي.
منصة تشاركي ودورها في التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا
تُعد منصة تشاركي منصة دولية رقمية رائدة في مجال التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا، حيث تجمع بين مؤسسات العمل الإنساني الموثوقة وممولين من مختلف أنحاء العالم ضمن بيئة آمنة تعتمد أحدث تقنيات التكنولوجيا المالية. ويُمكن من خلالها إطلاق حملات تمويل رقمية موجهة للمشاريع الإنسانية في سوريا، مما يسهم في تعزيز الشفافية والفاعلية وتوسيع نطاق الدعم.
التحديات والفرص التي تواجه التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا
رغم الإمكانات الكبيرة، تواجه آليات التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا تحديات من بينها ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض المناطق، قيود الوصول إلى الإنترنت، والحاجة إلى بناء قدرات المؤسسات المحلية في مجال التسويق الرقمي وإدارة الحملات الرقمية. ومع ذلك، تمثل هذه التحديات في الوقت ذاته فرصاً للابتكار والتحول، إذ يمكن للمؤسسات السورية أن تستفيد من منصة تشاركي وتجاربها في التمويل الجماعي الرقمي.
الخلاصة
إن اعتماد التمويل الجماعي الرقمي للمؤسسات الإنسانية في سوريا كأداة رئيسية لتمكين المؤسسات المحلية وإطلاق مبادرات تنموية يُعد توجهاً واعداً. من خلال شراكات مثل تلك التي أُعلِن عنها في ورشة العمل بحلب، يمكن تمكين المؤسسات السورية من بناء نموذج مموّل رقمياً ومستداماً. إن تحوّل المؤسسات إلى المنصات الرقمية، وإطلاق المبادرات مثل «معاً لنهضة سوريا»، يُمثل خطوة أساسية نحو تحقيق الاستدامة المؤسسية وتنمية المجتمع السوري محلياً ودولياً.
English
indonesia